Archive for 10 mars 2010

VERITE SUR LES WAHHABITES SAOUDIENSحقيقة الوهابية ودورهم التخريبي المجرم في العراق

10 mars 2010 at 23 h 05 min

هجوم عمر على بيت فاطمة الزهراء و تسببه في مقتلها

فاطمة الزهراء عليها السلام

عقاب من آذى أهل البيت (عليهم السلام

و جزاء من نصرهم

الحسن بن عليّ(عليهما السلام) ، أنّه قال : « من أحبّنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه ، هو معنا في الغرفة الّتي نحن فيها ، ومن أحبّنا بقلبه و نصرنابلسانه ، فهو دون ذلك بدرجة ، ومن أحبّنا بقلبه وكفّ بيده ولسانه ، فهوفي الجنّة

» قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّي شافع يوم القيامة لأربعة و لو جآؤوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذرّيتي ، و رجل بذل ماله لذريّتي عند المضيق ، و رجل أحبّ لذريّتي باللسان ، و رجل سعى لذريّتي إذا اطّردوا أو شرّدوا »

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):  » الويل لظالمي أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار « .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):  » إنّ الله حرّم الجنّة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبّهم .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):  » سته لعنتهم، لعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب… والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله

عن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، أنّه قال في كربلا لأصحابه :

« و من نصرنا بنفسه ، فيكون في الدرجات العالية من الجنان ، فقد أخبرني جدّي (صلى الله عليه وآله)أنّ ولدي الحسين يقتل بطفّ كربلا غريباً وحيداً عطشاناً ، فمن نصره فقد نصرني و نصر ولده القائم(عليه السلام) ، و من نصرنا بلسانه فإنّه في حزبنا يوم القيامة »

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):  » اشتدّ غضب الله على من آذاني في عترتي « .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):  » من آذاني في أهلي فقد آذى الله « .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):  » اشتدّ غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي « .

ويل لمن أحرق بابها..!!

وبالإسناد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، انه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام):  » أنفذ لما أمرتك به فاطمة.. فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل (عليه السلام).. واعلم ـ يا علي! ـ اني راض عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربّي وملائكته.

يا علي! ويل لمن ظلمها..! وويل لمن ابتزها حقها..! وويل لمن هتك حرمتها..! وويل لمن أحرق بابها..! وويل لمن آذى خليلها..! وويل لمن شاقها وبارزها..!

اللّهم اني منهم بريء وهم مني براء « .

ثم سماهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضمّ فاطمة إليه والحسن والحسين (عليهم السلام)وقال:  » اللّهمّ إنّي لهم ولمن شايعهم سلم، وزعيم بأنهم يدخلون الجنّة، وعدوّ وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدّمهم أو تأخّر عنهم وعن شيعتهم، زعيم بأنّهم يدخلون النار.

ثم ـ والله ـ يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي.. ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى.. ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى.. « .

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):  » يا سلمان! من أحبّ

____________

فاطمة ابنتي فهو في الجنّة معي، ومن أبغضها فهو في النار..

يا سلمان! حبّ فاطمة ينفع في مائة مواطن.. أيسر تلك المواطن الموت، والقبر، والميزان، والمحشر، والصراط، والمحاسبة، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه.

يا سلمان! ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) ويظلم ذرّيتها وشيعتها..! « .

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): « .. يا ابنتي! لقد أخبرني جبرئيل عن الله عزّ وجلّ أنك أول من تلحقني من أهل بيتي، فالويل كلّه لمن ظلمك.. والفوز العظيم لمن نصرك

فاُخبر أبو بكر باجتماع بعض المتخلّفين عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فبعث إليهم عمر بن الخطاب في جمع كثير، فجاء فناداهم فأبوا أن يخرجوا، فدعا عمر بالحطب، فقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على من فيها.. فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة! فقال: وإن؟!!.

ثمّ استأذن عمر أن يدخل عليهم فلم يُؤذن له، فشغب وأجلب.

خروج الزبير

فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفه، وقال: لا أغمده حتّى يُبايَع علي (عليه السلام).. وشدّ على عمر ليضربه بالسيف، فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت قفاه وسقط السيف من يده.

وفي رواية: ففرّ عمر من بين يديه ـ حسب عادته ـ وتبعه الزبير فعثر بصخرة في طريقه فسقط لوجهه(1).

وفي رواية أُخرى: زلّت قدمه وسقط إلى الأرض، فقال أبو بكر: عليكم بالكلب.

وفي رواية: فنادى عمر: دونكم الكلب.. فوثبوا عليهوأحاطوا به وكانوا أربعين رجلاً، فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري ورجل آخر، فندر السيف من يده، فقال عمر: خذوا سيفه واضربوا به الحجر..

وفي رواية: صاح به أبو بكر ـ وهو على المنبر ـ: اضربوا به الحجر، فأخذ سلمة بن أسلم سيفه فضربه على صخرة أو جدار، فكسره.

وفي رواية أُخرى: إنّ محمّد بن سلمة هو الّذي كسره..

وفي رواية ثالثة: إنّ عمر ضرب بسيفه صخرة فكسره. فخرج من كان في الدار فبايعواإلاّ عليّ (عليه السلام).

التوطئة للهجوم الأخير

فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع..؟! وإن لم تفعل لأفعلن. ثم خرج مغضباً وجعل ينادي القبائل والعشائر: أجيبوا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! فأجابه الناس من كل ناحية ومكان..! فاجتمعوا عند مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فدخل على أبي بكر وقال: قد جمعت لك الخيل والرجال.. فقال له أبو بكر: من نرسل إليه؟ قال عمر: نرسل إليه قنفذاً فهو رجل فظّ غليظ جاف من الطلقاء، أحد بني عدي بن كعب، فأرسله وأرسل معه أعواناً(3)، وقال له: أخرجهم من البيت فإن خرجوا وإلاّ فاجمع الأحطاب على بابه، وأعلمهم إنّهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم ناراً.

فانطلق قنفذ واستأذن على علي (عليه السلام) فأبى أن يأذن لهم، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر ـ وهما جالسان في المسجد والناس حولهما ـ فقالوا: لم يؤذن لنا، فقال عمر: اذهبوا! فإن أذن لكم وإلاّ فادخلوا بغير إذن.. فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة (عليها السلام):  » أحرّج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن..  » فرجعوا وثبت قنفذ، فقالوا: إنّ فاطمة قالت: كذا وكذا.. فتحرّجنا أن ندخل بيتها بغير إذن.

الهجوم الأخير

فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء..؟! ثم أمر أُناساً حوله بتحصيل

____________

وفي رواية: فوثب عمر غضبان.. فنادى خالد بن الوليد وقنفذاً فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً فقال أبو بكر لعمر: إئتني به بأعنف العنف..! وأخرجهم وإن أبوا فقاتلهم، فخرج في جماعةكثيرة من الصحابة من المهاجرين والأنصاروالطلقاءوالمنافقين وسفلة ا لأعراب وبقايا الأحزاب).

وفي رواية: إنّهم كانوا ثلاثمائة

فقال لهم عمر: هلّموا في جمع الحطب.. فأتوا بالحطب، والنار، وجاء

عمر ومعه فتيلة).

وفي رواية: أقبل بقبس من نار(، وهو يقول: إن أبوا أن يخرجوا فيبايعوا أحرقت عليهم البيت.. فقيل له: إنّ في البيت فاطمة، أفتحرقها؟! قال: سنلتقي أنا وفاطمة!!.

فساروا إلى منزل علي (عليه السلام) وقد عزموا على إحراق البيت بمن فيه. قال أُبي بن كعب: فسمعنا صهيل الخيل، وقعقعة اللجم، واصطفاق الأسنة، فخرجنا من منازلنا مشتملين بأرديتنا مع القوم حتى وافوا منزل علي (عليه السلام). وكانت فاطمة (عليها السلام)قاعدة خلف الباب، قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما رأتهم أغلقت الباب في وجوههم وهي لا تشكّ أن لا يدخل عليها إلاّ بإذنها، فقرعوا الباب قرعاً شديداًورفعوا أصواتهم وخاطبوا من في البيت بخطابات شتّى، ودعوهم إلى بيعة أبي بكر

يابن أبيأبي طالب! افتح الباب

والله لئن لم تفتحوا لنحرقّنه بالنار)..!

والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنّ البيت عليكم..!

اخرج يا علي إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلاّ قتلناك..!

إن لم تخرج يابن أبي طالب وتدخل مع الناس لأحرقنّ البيت بمن فيه..!

يابن أبي طالب! افتح الباب وإلاّ أحرقت عليك دارك..!

والله لتخرجن إلى البيعة ولتبايعنّ خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلاّ أضرمت عليك النار.!




فقالت:  » لاحبّ ولاكرامة، أبحزب الشيطان تخوّفني يا عمر؟! وكان حزب الشيطان ضعيفاً « .

____________

فقال: إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها ناراً على أهل هذا البيت وأحرق من فيه، أو يقاد علي إلى البيعة

فقالت فاطمة (عليها السلام):  » يا عمر! ما لنا ولك لا تدعنا وما نحن فيه؟  » فقال: افتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم

فقالت فاطمة (عليها السلام):  » أفتحرق عليّ ولدي » فقال: إي والله أو ليخرجنّ وليبايعنّ

وفي رواية:  » يابن الخطاب! أتراك محرقاً عليَّ بابي؟!  » قال: نعم

قالت:  » ويحك يا عمر! ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتطفئ نور الله والله متمّ نوره؟!  » فقال: كفّي يا فاطمة! فليس محمّد حاضراً! ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله! وما عليّ إلاّ كأحد من المسلمين، فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعاً..!

____________

فقالت ـ وهي باكية ـ:  » اللّهم إليك نشكو فقد نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتداد أمّته علينا، ومنعهم إيّانا حقّنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيّك المرسل « .

فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات [حماقات] النساء! فلم يكن الله ليجمع لكم النبوّة والخلافة

فقالت:  » يا عمر! أما تتقي الله عزّ وجلّ.. تدخل على بيتي، وتهجم على داري؟!  » فأبى أن ينصرف

ف
قال علي ( ع ) :  » ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ( نكثتم ) وارتددتم ، والله ما استخلف رسول الله غيري . فارجع يا قنفذ فإنما أنت رسول ، فقل له : قال لك علي والله ما استخلفك رسول الله ، وإنك لتعلم من خليفة رسول الله  » . فأقبل قنفذ إلى أبي بكر فبلغه الرسالة ، فقال أبو بكر : صدق

علي ، ما استخلفني رسول الله ! فغضب عمر ، ووثب ( وقام .

فقال أبو بكر : إجلس . ثم قال لقنفذ :  » إذهب إليه فقل له

: أجب أمير المؤمنين أبا بكر  » ! فأقبل قنفذ حتى دخل على

علي ( ع ) فأبلغه الرسالة .

فقال ( ع ) : كذب والله ، انطلق إليه فقل له : ( والله )

لقد تسميت باسم ليس لك ، فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك .

فرجع قنفذ فأخبرهما .

فوثب عمر غضبان فقال : والله إني لعارف بسخفه وضعف رأيه ،

وإنه لا يستقيم لنا أمر حتى نقتله ، فخلني آتك برأسه !

فقال أبو بكر : اجلس فأبى ، فأقسم عليه ، فجلس ، ثم قال :

يا قنفذ ، انطلق فقل له : أجب أبا بكر . فأقبل قنفذ فقال :

 » يا علي ، أجب أبا بكر  » . فقال علي ( ع ) :  » إني لفي

شغل عنهم ، وما كنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي ، وأنطلق

إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور  » .

فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر ، فوثب عمر غضبانا ، فنادى خالد

بن الوليد وقنفذا ، فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا ، ثم أقبل

حتى انتهى إلى باب علي ( ع ) ، وفاطمة ( ع ) قاعدة خلف

الباب ، قد عصبت رأسها ، ونحل جسمها في وفاة رسول الله ( ص

) ، فأقبل عمر حتى ضرب الباب ، ثم نادى :  » يا ابن أبي

طالب : افتح الباب « 

فقالت فاطمة ( ع ) : يا عمر ، ما لنا ولك ؟ لا تدعنا وما

نحن فيه .

قال : إفتحي الباب وإلا أحرقناه عليكم !

فقالت : يا عمر ، أما تتقي الله عز وجل ، تدخل بيتي وتهجم

علي داري ؟ فأبى أن ينصرف ، ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في

الباب ، فأحرق الباب ، ثم دفعه عمر ، فاستقبلته فاطمة ( ع

) وصاحت :  » يا أبتاه ! يا رسول الله  » ! فرفع السيف وهو

في غمده فوجأ به جنبها فصرخت ، فرفع السوط فضرب به ذراعها

فصاحت :  » يا أبتاه  » !

فوثب علي بن أبي طالب ( ع ) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه

، ووجأ أنفه ، ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (

ص ) وما أوصى به من الصبر والطاعة ، فقال : والذي كرم

محمدا بالنبوة يا ابن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق لعلمت

أنك لا تدخل بيتي .

فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وسل

خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة ( ع ) ! فحمل عليه بسيفه

، فأقسم على علي ( ع ) ، فكف .

وأقبل المقداد ، وسلمان ، وأبو ذر ، وعمار ، وبريدة

الأسلمي حتى دخلوا الدار أعوانا لعلي ( ع ) ، حتى كادت تقع

فتنة ، فأخرج علي ( ع ) واتبعه الناس واتبعه سلمان وأبو ذر

والمقداد وعمار وبريدة ( الأسلمي رحمهم الله ) وهم يقولون

:  » ما أسرع ما خنتم رسول الله ( ص ) ، وأخرجتم الضغائن

التي في صدوركم  » .

إحراق الباب وإسقاط جنين فاطمة (عليها السلام) وضربها

ثم أمر عمر بجعل الحطب حوالي البيت وانطلق هو بناروأخذ يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها

فنادت فاطمة (عليها السلام) بأعلى صوتها:  » يا أبت يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة « .

فلما سمع القوم صوتها وبكاءَها انصرفوا باكين، وبقي عمر ومعه قومودعا بالنار وأضرمها في الباب، فأخذت النار في خشب الباب، ودخل الدخان البيت، فدخل قنفذ يده يروم فتح الباب

____________

فأخذت فاطمة (عليها السلام) بعضادتي الباب تمنعهم من فتحه، وقالت:  » ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكفّوا عنا وتنصرفوا « .

فأخذ عمر السوط من قنفذ وضرب به عضدها، فالتوى السوط على يديها حتى صار كالدملج الأسود

فضرب عمر الباب برجله فكسره وفاطمة (عليها السلام) قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، فركل الباب برجله وعصرها بين الباب والحائط عصرة شديدة قاسية حتى كادت روحها أن تخرج من شدّة العصرة، ونبت المسمار في صدرها ونبع الدم من صدرها وثدييها، فسقطت لوجهها ـ والنار تسعرـ، فصرخت صرخة جعلت أعلى المدينة أسفلها، وصاحت:  » يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا يصنع بحبيبتك وابنتك.. آه يا فضّة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي « ، ثم استندت إلى الجدار وهي تمخض، وكانت حاملة بالمحسن لستة أشهر فأسقطته، فدخل عمر وصفق على خدّها صفقة من ظاهر الخمار، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض

____________

فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمرّ العين حاسراً، حتى ألقى ملاءته عليها وضمّها إلى صدره وصاح بفضّة:  » يا فضة! مولاتك! فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة وردّ الباب، فأسقطت محسناً « .

وقال (عليه السلام):  » إنّه لا حق بجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشكو اليه « .

وقال لفضة:  » واريه بقعر البيت

ثم وثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزّه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصاه به من الصبر والطاعة، فقال:  » والذي أكرم محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة يا ابن صهاك! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك لا تدخل بيتي « .

فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوّف أن يخرج عليّ (عليه السلام) بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدّته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع، فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار..!

فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه ـ وهم كثيرون ـ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه

فقال عمر لعلي (عليه السلام): قم فبايع لأبي بكر، فتلكأ واحتبس، فأخذ بيده وقال: قم، فأبى أن يقوم فألقوا في عنقه حبلاً وفي رواية: جعلوا حمائل سيفه في عنقه وفي غير واحد من النصوص: أخرجوه ملبباً

بثيابه يجرّونه إلى المسجد، فصاحت فاطمة (عليها السلام) وناشدتهم الله وحالت بينهم وبين بلعها، وقالت:  » والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت..  » وبزعمها أنّها تخلّصه من أيديهم، فتركه أكثر القوم لأجلها.

فأمر عمر قنفذاً أن يضربها بسوطه، فضربها بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف

وفي رواية: ضربها قنفذ على وجهها وأصاب عينها

وفي رواية اخرى: ألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعاً من جنبها فألقت جنيناً من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة

وفي روايات اُخرى: ضربها على رأسها أو ذراعها أو كتفها، أو عضدها وبقي أثر السوط في عضدها مثل الدملج أو لكزها بنعل السيف، وأنّ

الضرب الصادر منه كان السبب في إسقاط جنينهاأو كان اقوى سبب في ذلك

وفي رواية: ضربها

واتّبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمّار وبريدة، وهم يقولون: ما أسرع ما خنتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأخرجتم الضغائن التي في

صدوركم.

وقال بريدة بن الخصيب الأسلمي: يا عمر! أتيت على أخي رسول الله ووصيّه وعلى ابنته فتضربها، وأنت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به(1)!!

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يتألّم ويتظلّم ويستنجد ويستصرخ(2)، وهو يقول:  » أما والله لو وقع سيفي في يدي، لعلمتم أنكم لم [لن] تصلوا إلى هذا أبداً، أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ولو كنت استمسك من أربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواماً بايعوني ثم خذلوني.. « (3).

ويقول أيضاً:  » واجعفراه..! ولا جعفر لي اليوم، واحمزتاه..! ولا حمزة لي اليوم.. « (4).

فمرّوا به على قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوقف عند القبر وقال:  » يـ ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي )(5)  » فخرجت يد من قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يعرفون أنها يده، وصوت يعرفون أنه صوته نحو أبي بكر:  » يا هذا ( أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُراب ثُمَّ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلا )(6)..؟!  » قال عدي بن حاتم: ما رحمت أحداً رحمتي علياً حين أُتي به ملببا(7)..

وقال سلمان حينما رأى ذلك: أيصنع ذا بهذا؟ والله لو أقسم على الله

لانطبقت ذه على ذه [أي السماء على الأرض](1)!!

وقال أبوذر: ليت السيوف عادت بأيدينا ثانية(2).

فخرجت فاطمة (عليها السلام) واضعة قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على رأسها آخذة بيدي ابنيها ـ وهي تبكي وتصيح فنهنهت من الناس ـ فما بقيت هاشمية إلاّ خرجت معها فصرخت وولولت ونادت:  » يا أبا بكر! ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله(3).. خلّوا عن ابن عمّي..، مالي ولك يا أبا بكر؟! أتريد أن تؤتم ابنيّ وترملني من زوجي؟! والله لئن لم تكف عنه لأنشرنّ شعري، ولا شقنّ جيبي، ولآتينّ قبر أبي، ولأصيحنّ إلى ربّي.. فما صالح باكرم على الله من ابن عمّي، ولا ناقة صالح بأكرم على الله منّي، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي..  » فقال علي (عليه السلام) لسلمان:  » أدرك ابنة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإني أرى جنبتي المدينة تكفئان، والله إن نشرت شعرها، وشقّت جيبها، وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربّها، لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها..  » فأدركها سلمان (رضي الله عنه) فقال: يا بنت محمّد! إن الله بعث أباك رحمةً.. فارجعي.

فقالت:  » يا سلمان! يريدون قتل علي، ما عَلَيّ صبر « .

فقال سلمان: إنّي أخاف أن يخسف بالمدينة، وعلي (عليه السلام) بعثني إليك يأمرك أن ترجعني إلى بيتك.

فقالت: » إذاً أرجع وأصبر وأسمع له وأُطيع « 

قال أبو جعفر (عليه السلام):  » والله لو نشرت شعرها لماتوا طرّاً « (1).

وفي رواية: عدلت بعد ذلك إلى قبر أبيها، فأشارت إليه بحزنة ونحيب وهي تقول:

 » نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما أبكي مخافة أن تطول حياتي « 

ثم قالت:  » وا أسفاه عليك يا أبتاه، واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن، وأبو سبطيك الحسن والحسين، ومن ربيّته صغيراً وواخيته كبيراً، وأجلّ أحبّائك لديك، وأحبّ أصحابك عليك، أولهم سبقاً إلى الاسلام، ومهاجرةً إليك يا خير الأنام.. فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير « .

ثم إنها أنّت أنّةً وقالت:  » وامحمداه..! واحبيباه..!، وا أباه..! وا أبا القاسماه..! وا أحمداه..! وا قلّة ناصراه..! وا غوثاه وا طول كربتاه..! وا حزناه..! وا مصيبتاه..! وا سوء صباحاه..!  » وخرّت مغشيةً عليها، فضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وصار المسجد مأتماً(2).

وفي رواية: وأصبحت فاطمة (عليها السلام) تنادي:  » وا سوء صباحاه..! « ، فسمعها أبو بكر فقال لها: إنّ صباحك لصباح سوء

وأما فاطمة (عليها السلام)

وأما فاطمة (عليها السلام) ; فبقيت آثار العصرة القاسية في جسمها، وأصبحت مريضة عليلة حزينة(2)، ولزمت الفراش، ونحل جسمها، وذاب لحمها، وصارت كالخيال(3)، ومرضت مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها(4)، وما رئيت ضاحكة إلى أن قبضت

قالت:  » نشدتكما الله! ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:  » رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمَنْ أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني، ومَنْ أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومَنْ أسخط فاطمة فقد أسخطني؟  » قالا: نعم، قالت:  » فإني أُشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني.. ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه  » فانتحب أبو بكر يبكي، وهي تقول:  » والله لأدعونّ الله عليك في كل صلاةأصلّيها

خرجت بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الدنيا وظهرها وجنبها يدميان من أثر ضربات السيف والسياط(1). فصلّى عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلاً(2) ولم يشهدها إلاّ خواصه(3).

فدفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) وعَفَّى موضع قبرها.. فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:  » السلام عليك يا رسول الله منّى والسلام عليك من ابنتك وحبيبتك، وقرّة عينك، وزائرتك، والبائتة في الثري ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك.. قلّ يا رسول الله! عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلاّ أن في التأسّي لي بسنّتك والحزن الذي حلّ بي لفراقك موضع التعزي، ولقد وسّدتك في ملحود قبرك، بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمّضتك بيدي، وتولّيت أمرك بنفسي، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول ( إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ )(4) قد استُرجِعَت الوديعة وأُخذت الرهينة وأُخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء.

يا رسول الله! أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، لا يبرح الحزن من

قلبي أو يختار الله لي دارك الّتي فيها أنت مقيم، كمد مقيّح، وهم مهيّج، سرعان ما فرّق بيننا وإلى الله أشكو..

وستنبئك ابنتك بتظاهر أُمّتك عليّ وعلى هضمها حقّها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستقول و ( يَحْكُم اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ )(1).

سلام عليك ـ يا رسول الله! ـ سلام مودّع، لاسئم ولا قال، فإنْ أنصرف فلا عن ملالة، وإنْ أقم فلا عن سوء ظنّي بما وعد الله الصابرين الصبر أيمن وأجمل، ولو لا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند، قبرك لزاماً، والتلبّث عنده معكوفاً، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزيّة فبعين الله تدفن بنتك سرّاً.. ويهتضم حقّها قهراً.. ويمنع إرثها جهراً.. ولم يطل العهد، ولم يخلق منك الذكر، فإلى الله ـ يا رسول الله! ـ المشتكى، وفيك أجمل العزاء.. فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته

وقد روى هده الحوادث الاليمة عدد من علماء اهل السنة مثل

موسى بن عقبة (المتوفى 141)*

[1] روى في كتابه المغازي

أبو الحسن علي بن محمّد بن سليمان النوفلي (المتوفى 204 أو 206)*[3]

[روى في كتاب الأخبار

محمّد بن عمر الواقدي(1)* (المتوفى 207)

[4] بسنده عن داود بن الحصين

أحمد بن أعثم الكوفي(4) (المتوفى 314)

وابن عبد ربه الاندلسي(5) (المتوفى 328)

والخطيب الخوارزمي(6) (المتوفى 568)

وابن أبي الحديد(7) (المتوفى 656)

والقلقشندي(8) (المتوفى 821)

والباعوني الشافعي*

المسعودي المتوفى 346 *

2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أُذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي » (2).
3 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « أحسن الحسنات حبنا ، وأسوأ السيئات بغضنا » (3).
حبّهم حبّ الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي » (4).
ي عليهم السلام في آثارهم ، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
____________
1) كنز العمال 16 : 456 | 45409 . والصواعق المحرقة : 172 . وفيض القدير 1 : 225 | 311 .
2) صحيح مسلم 4 : 1873 | 2408 . ومسند أحمد 4 : 367 . والسنن الكبرى | البيهقي 2 : 148 و7 : 30 .
3) غرر الحكم 1 : 211 | 3363 .
4) سنن الترمذي 5 : 664 | 3789 . وحلية الاَولياء وطبقات الاصفياء | أبو نعيم الاصفهاني 3: 211 ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ، ط4 . وتاريخ بغداد 4 : 159 . وأُسد الغابة 2 : 13 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 150 . وقال عنه : حديث صحيح الاسناد ، ووافقه الذهبي .
————————————————————————————————————————————-
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين كسبه ، وعن حبنا أهل البيت »
المعجم الكبير للطبراني 11 : 102 | 11177
———–

2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أُذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي » (2). 3 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « أحسن الحسنات حبنا ، وأسوأ السيئات بغضنا » (3). حبّهم حبّ الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم :  1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي » (4).ي عليهم السلام في آثارهم ، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ____________1) كنز العمال 16 : 456 | 45409 . والصواعق المحرقة : 172 . وفيض القدير 1 : 225 | 311 .2) صحيح مسلم 4 : 1873 | 2408 . ومسند أحمد 4 : 367 . والسنن الكبرى | البيهقي 2 : 148 و7 : 30 .3) غرر الحكم 1 : 211 | 3363 .4) سنن الترمذي 5 : 664 | 3789 . وحلية الاَولياء وطبقات الاصفياء | أبو نعيم الاصفهاني 3: 211 ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ، ط4 . وتاريخ بغداد 4 : 159 . وأُسد الغابة 2 : 13 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 150 . وقال عنه : حديث صحيح الاسناد ، ووافقه الذهبي .————————————————————————————————————————————-

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين كسبه ، وعن حبنا أهل البيت »المعجم الكبير للطبراني 11 : 102 | 11177———–

10 mars 2010 at 4 h 51 min

فاطمة الزهراء بنت رسول الله


فاطمة الزهراء عليها سلام اللّه

بسم اللّه الرحمن الرحيم

يذكرها المؤمن حين يذكر الطّهر والنّزاهة والفضيلة.

يذكرها المظلوم فيسلو وينسى ما يعاني، حين يذكر ما عانت الزّهراء من الظّلم، وما نزل بها من الأذى.

تذكرها الزّوجة الصّالحة حين تذكر حياتها مع أميرالمؤمنين (ع) فتتّخذها قدوةً ومثلاً.

تذكرها الأمّ حين تذكر ما قدّمته للعالم من أئمةٍ أبرارٍ معصومين، فتربّي أبناءها على نهجهم وسيرتهم.

يذكرها الأب حين يذكر كيف قام رسول اللّه (ص) بتربيتها ورعايتها كأفضل ما تكون التربية والرّعاية.

تلك فاطمة الزهراء عليها سلام اللّه، والتي سنروي لكم قصّتها.

امرأة فاضلة

يحسن بنا قبل البدء بقصة فاطمة عليها السلام، أن نتذكر أمّها السيدة خديجة الكبرى.

كانت خديجة من أغنى نساء عصرها، وكان الكثيرون من كبار مدينتها يتمنّون الزّواج منها، طمعاً بثروتها، لكنّها أقدمت على عملٍ ملفتٍ للأنظار، فقد اختارت محمداً الأمين زوجاً لها، من بين أعيان المدينة وأشرافها، رغم أنّه لم يكن من الأثرياء.

أثار فعل خديجة سكّان المدينة، نساءً ورجالاً، لكنّها لم تهتّم بهم، ولم ترجع عن قرارها.

لقد اختارت – في الحقيقة – أفضل الرّجال شريكاً لحياتها، لكنّ أكثر الناس كانوا يجهلون هذه الحقيقة، وكان هذا التصرف منها دليلاً على حسن إدراكها، فلا عجب إذن، أن تنشأ في أحضان امرأةٍ كخديجة، ابنة كريمة كفاطمة.

العزلة

عاش محمد (ص) وخديجة حياةً هادئة مطمئنّة سنين عديدة، حتى بعث صلى اللّه عليه وآله نبياً، وكانت خديجة أوّل امرأة آمنت به ودافعت عنه. ونتيجةً لذلك فقد أظهر أعيان المدينة وأشرافها عداوتهم لمحمدٍ وخديجة، وفرضوا عليهما عزلةً خانقة.

تحمّلت خديجة هذه المصاعب في سبيل اللّه ورسوله، وشاركت محمّداً (ص) آلامه ووحدته، وصرفت عنه من الهموم ما استطاعت، وضحّت بالكثير قربةً إلى اللّه تعالى، فكانت بحقّ زوجةً تقيّةً ورعة، تعرف اللّه حقّ معرفته، وتتوجّه إليه في كلّ شيء.

الولادة

ظهرت في الأفق تباشير، آذنت بقرب انتهاء العزلة، حين شعرت خديجة بحركةٍ في أحشائها، تبشّر بوليدٍ جديد.

وفي ليلتها الأخيرة من الحمل، وآلام الولادة تشتدّ بها، بعثت إلى القوابل من قريشٍ فأبين أن يأتينها ويساعدنها.

عند ذاك وقع أمر عجيب، هو في نظر الناس عسير، لكنّه على اللّه يسير، فقد شعّ النور فجأةً في غرفة خديجة، وظهرت أربع نسوةٍ، تحيط بوجوههنّ هالات من النور، وجلسن إلى جانبها بعد أن ألقين عليها السلام، وبادرن بالقول بلطف: «لا تخافي يا خديجة، إنّنا ضيوف من عند اللّه». هدأ روع خديجة بعد خوف، وسكنت نفسها، ووسط هالةٍ من النور، وضعت وليدتها فاطمة.

سيعجب الكثيرون لو عرفوا أنّ النّسوة، لم يكنّ إلا: «سارة» زوجة إبراهيم و «آسية» زوجة فرعون و«مريم» أمّ عيسى و«كلثم» أخت موسى. لكنّ العجب العجاب هو من أولئك الذين ما زالوا يجهلون أبعاد عالم الإنسان، أو يغفلون عن قدرة اللّه الباهرة، يا ليتهم كانوا يفقهون.

فاطمة

عليها السلام

نعم . . . هكذا ولدت فاطمة عليها السلام، وفي أحضان الرسول وخديجة كبرت وترعرعت. وكان لرسول اللّه غير فاطمة بنات ثلاث: رقيّة وأمّ كلثوم، اللّتان تزوّجتا من «عتبة» و «عتيبة» ولدي أبي لهب، وعاشتا زمناً مع «أمّ جميل» امرأة أبي لهب، وأخت أبي سفيان. والثالثة هي زينب، زوجة «العاص» أحد أعداء الرسول. وقد طلّقت رقيّة وأمّ كلثومٍ من زوجيهما، بأمرٍ من أبي لهب، وعادتا ليزوّجهما الرسول، الواحدة بعد الأخرى من «عثمان» حيث توفّيتا في بيته، دون أن تنجبا منه.

والابنة الوحيدة التي بقيت في بيت الرسول (ص) هي فاطمة عليها السلام، والحقّ أنّ فاطمة كانت نموذجاً آخر.

باختصارٍ نقول، إنّ فاطمة كانت بضعةً من رسول اللّه، أخذت عنه الكثير من صفاته الحميدة، ومزاياه النّادرة.

ما إن بدأت أيّام الشّدة بالزوال، وأيقن الناس من نجاح الدّعوة، حتى تهافت الكبار والأعيان، على الرسول يطلبون يد وحيدته، طمعاً بالمقام العالي، بالقرب من رسول اللّه. لكنّه كان معروفاً تمام المعرفة أنّ فاطمة هي لعليّ. فعليّ هو ابن عمّ رسول اللّه، ورفيقه ونصيره، صاحب المكانة العالية من الإيمان والعلم والتقوى.

ودارت الأيام، وادّخر القدر الواحد منهما للآخر، وشاء لهما أن يلتقيا كما يلتقي بحران كبيران. ليقدّما للعالم أطهر اللآلىء، {مرج البحرين يلتقيان . . . يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} الرحمن – 19 و 21.

في أحد الأيام، وفي جمع ضمّ عدداً من كبار المسلمين، في مسجد الرسول، دار الحديث حول فاطمة (ع) وحيدة الرسول. قال أبوبكر، وكان من بين الحضور: «لقد تقدّم الكثيرون من كبار المهاجرين والأنصار يخطبون فاطمة، لكنّ رسول اللّه لم يعطهم جواباً شافياً، وقد سمعت أنّ عليّاً لم يتقدّم لخطبتها، وأعتقد أنّه لو فعل، لما ردّ الرسول طلبه». قال سعد بن معاذ، رئيس قبيلة الأوس: «هلّموا إلى عليّ، عسانا بتوفيقٍ من اللّه، نحقّق الخير في مسعانا».

خرج الصحابة من المسجد في طلب عليّ، فوجدوه خارج المدينة، وكان يسحب ماءً من بئر قريبة بواسطة جمله، ليروي بستاناً يملكه أحد الأنصار، وهكذا كان عليّ يعمل في جلب الماء وسقاية الأرض. ولمّا رأى الصحابة قادمين نحوه، طرح معوله جانباً، ووقف ينتظر لقاءهم . بعد السلام، خاطبه أبوبكر قائلاً: «أخي يا عليّ، لقد اجتمع فيك كلّ ما يرضي اللّه والناس، وقد حان الوقت لأن تجد لك زوجة، ولعلّ فاطمة وحيدة الرسول تكون من نصيبك، لأنّ كلّ من راح يخطبها لنفسه، لم يلق من الرسول قبولاً، ويبدو لي أنّ اللّه ورسوله قد اختارا فاطمة لك أنت».

ما إن سمع عليّ هذا الكلام، حتى تحرّك في نفسه أمر كان يكتمه، ويطوي عليه قلبه. فقد كان يتمنّى التّقرّب إلى رسول اللّه بخطبة ابنته فاطمة لنفسه، غير أنّ الحياء وخلوّ يده من مهرٍ يقدّمه، كانا يمنعانه من الإقدام، لكنّه الآن عزم فتوكّل، وتوجّه إلى بيت الرسول (ص)، وصارحه بما في نفسه.

أشرق وجه الرسول لدى سماعه طلب عليٍّ وقال: «يا عليّ، قد ذكرها قبلك رجال، فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها. ولكن، على رسلك حتى أخرج إليك».

دخل النبيّ إلى ابنته وفاتحها بالأمر قائلاً: «يا فاطمة، إنّ علياً بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه، وقد ذكر عن أمرك شيئاً، فما ترين»؟ فسكتت ولم تولّ وجهاً، ولم ير فيها رسول اللّه (ص) كراهةً فقام وهو يقول: «اللّه أكبر، سكوتها إقرارها».

مهر عروس

خرج الرسول إلى حيث ترك علياً، وبادره والسّرور يعلو محيّاه قائلاً: «هل معك شيء أزوّجك به» ؟ قال عليّ: «فداك أبي وأمّي ، واللّه لا يخفى عليك من أمري شيء ، أملك سيفي ودرعي وناضحي» . (الجمل الذي ينضح ويسحب به الماء) قال النبيّ: «أمّا سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد به في سبيل اللّه، وتقاتل به أعداء اللّه، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكنّي قد زوّجتك بالدّرع، ورضيت بها منك، بع الدّرع وأتني بالثّمن».

باع عليّ الدّرع بأربعمائة وثمانين درهماً، وجاء بالدّراهم إلى النبي وطرحها بين يديه، وتمّ الوفاق على أن يكون ثمن الدرع صداقاً لأشرف فتاة، وأفضل أنثى في الكون، هي سيدة نساء العالمين.

قسم النبي المبلغ أثلاثاً، ثلثاً لشراء الجهاز، وثلثاً لشراء العطر والطّيب. وثلثاً تركه أمانةً عند أمّ سلمة، ثم ردّه إلى عليّ قبيل الزّفاف، ليستعين به على تهيئة الطّعام.

أعطى النبي مقداراً من المال لعمار بن ياسر وسلمان وآخرين قائلاً له: «اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها».

تمّ شراء لوازم البيت، وكانت عبارةً عن: قميصٍ بسبعة دراهم، وغطاءٍ للرأس بأربعة دراهم، ودثارٍ (ما يتغطى به النائم) من صنع خيبر، وسرير من الخشب. وفراشين من ألياف النخيل والصوف، وأربع قصاع للطعام من صنع الطائف، وغطاءٍ من الصوف، وحصيرٍ ومطحنةٍ يدوية، ووعاء للحناء، وآخر نحاسيّ، وقربة ماء وقدر للحليب، وإبريق للماء، وكوزين من الفخّار، وأشياء أخرى من هذا القبيل، جيء بها إلى الرسول فتفحصها وأعرب عن رضاه بهذا الجهاز المتواضع قائلاً: «بارك اللّه لأهل البيت».

بعد شهر

اجتمع لدى النبي أناس من قريش فقالوا: إنّك زوّجت علياً بمهرٍ خسيس، فقال (ص): «ما أنا زوّجت عليا، ولكن اللّه زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى».

ومضى شهر، وفاطمة ما تزال في بيت أبيها، أما علي، فكان بعد أدائه الصلاة مع الرسول، يمضي إلى بيته، دون أن يعود إلى الموضوع ثانية. وفي أحد الأيام التقته أم أيمن ومعها بعض النسوة، وسألته إن كان يرغب في أن تتحدث إلى النبي وتفصل موضوع الزواج معه، فرد بالإيجاب مرحباً بمسعاها. فقصدت رسول اللّه مع صاحباتها وخاطبته قائلة: يا رسول اللّه، لو أنّ خديجة باقية لقرت عينها بزفاف

فاطمة، وإنّ عليا يريد أهله، فقر عين فاطمة ببعلها، واجمع شملهما، وقر عيوننا بذلك، فقال (ص):«فما بال علي لا يسألني ذلك»؟ قالت: الحياء منك يا رسول اللّه. فقال (ص): انطلقي إلى علي فأتيني به. وحضر علي وجلس مطرقاً نحو الأرض حياءً، فقال له: أتحب أن تدخل عليك زوجتك؟ قال: نعم، فداك أبي وأمي قال: نعم، وكرامة

مجلس العرس

طلب النبي إلى أم سلمة أن تجهز غرفة لفاطمة، كما طلب من النسوة أن يتزيّن ويزين فاطمة، فاهتمت كلّ منهن بعمل. فواحدة صففت شعرها، والثانية اهتمت بثيابها، والثالثة رشّتها بالعطور.

كما تم تحضير الطعام، فذبحت شاة وطبخت، وحسر النبي عن ذراعيه، وجعل يفرك التمر بالسمن، بمثابة الحلوى بينما أسرع علي إلى المسجد، وكان يغصّ بالمسلمين فخاطبهم بصوت عال قائلاً: أيها الناس، أجيبوا إلى وليمة فاطمة بنت محمد (ص).

توجه جميع من في المسجد إلى بيت النبي، وكان عدد من لبى الدعوة يفوق عدد الذين حضروا معركة بدر قبل بضعة أيام.

بعد انقضاء قسم من الليل، وكان الضيوف قد تناولوا العشاء وغادروا البيت، التفت الرسول إلى نساء بني هاشم

كانت أبيات أم سلمة هي الأفضل والأبلغ. وهكذا حتى وصل الموكب إلى بيت علي، وتعالت صيحات التكبير، وقام الرجال بمصافحة علي مباركين، ثم نادى النبي علياً إليه، وأخذ يد فاطمة ووضعها في يد علي قائلاً: «بارك اللّه في ابنة رسول اللّه». ثم دعا لهما قائلاً: «اللّهم بارك فيهما، وبارك عليهما


وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم».


وقام أصحاب الرسول بتقديم الهدايا إلى العروسين الجديدين. وهكذا تم زواج علي من فاطمة، بعد أيامٍ من معركة بدر، و{ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم}. الحديد – الآية 21.




الحياة الزوجية


منذ ذاك، عاش علي وفاطمة في بيتهما المتواضع، عيشة ملؤها الحب والهناء، وكان النبي في كل مناسبة يزورهما ويجلس إليهما، ويوصيهما بالصبر والاستقامة، ومما قاله لابنته يوماً: «إنّ اللّه اختار من أهل الأرض رجلين، أحدهما أبوك والآخر زوجك».


كانت فاطمة زوجة صالحة، فلم تكن لتحزن إن غاب زوجها للجهاد في سبيل اللّه، وما كان أكثر غيابه كانت تهيىء له عدة الحرب ولوازم السفر. كما كانت تبث فيه الشجاعة، وتشدد من عزيمته وعدم تهيبه من الموت في سبيل اللّه. وما أحرى بكل زوجة مسلمة أن تجعل من بنت الرسول قدوةً حسنة، وأسوةً صالحة.


كانت تعيش مع علي (ع) في جو تكتنفه القداسة والنزاهة. وتحيط به عظمة الزهد وبساطة العيش، وكانت عليها السلام تعرف لزوجها مكانته العظمى، ومنزلته العليا عند اللّه تعالى، وتحترمه كما تحترم المرأة المسلمة إمامها، وتطيعه كما ينبغي، لأنّه أعز الخلق إلى رسول اللّه، وأخوه وخليفته ووصيه،


وكان علي عليه السلام يحترمها ويجلّها، لا لأنّها زوجته فقط، بل لأنها أحب الخلق إلى رسول اللّه، نورها من نوره، وصبرها من صبره، وتواضعها من تواضعه، لأنّها سيدة نساء العالمين.


لقد عاشت حياةً لا يعكرها الفقر، ولا تغيرها الفاقة (الفقر الشديد) كانت تقوم بأعمال البيت، وتطحن القمح والشعير حتى تدمى يداها الطاهرتان، وتعجن وتخبز. كانت الزوجة المسلمة المثال.


كانت إلى جانب هذا لا تنسى واجبها في الجهاد في سبيل اللّه، ففي وقعة أحد وقفت فاطمة تغسل جبين أبيها الطاهر، وتبلسم جراحات علي، لم تكن – كالكثير من النساء – تبدي أي عجز أو حزن أو بكاء أيام الشدة، لأنّها كانت امرأة عملٍ وجهادٍ، لا امرة عويلٍ وبكاء.




أجر الرسالة


في السنة الثالثة للهجرة، رزقت فاطمة ولدها البكر وأعطاه الرسول اسم «حسن»، كما رزقت ابنها الثاني في السنة التالية، وسمّي «حسيناً» أي «الحسن الصغير». وكان سرور النبي بمقدم هذين الولدين عظيماً، فقد كانا حقاً، بمثابة أجرٍ للرسالة، وتعويضٍ عن المشاق، التي تحملها رسول اللّه، في سبيل هذه الرسالة. وممّا قاله (ص) بحقهما: «الحسن والحسين، ابناي وريحانتاي، وسيدا شباب أهل الجنة».




التطهير


في أحد الأيام، وبينما كانت فاطمة وعلي والحسن والحسين في بيت أم سلمة، نزل ملاك الرحمن، وتلا هذه الآية: {إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت، ويطهّركم تطهيراً} الأحزاب – 33. ولما نزلت هذه الآية تناول النبي كساءً ودخل تحته، مع علي وفاطمة والحسن والحسين، وقال: «اللّهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، وحامتي، لحمهم لحمي ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحبّ لمن أحبهم، إنّهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».


وكانت حياتهم فعلاً منزهة عن الخطأ والزّلل، وكانت خصالهم العظيمة آيةً من آيات اللّه، للناس جميعاً، عالمهم وجاهلهم، ولكنّ أكثر الناس لا يتفكّرون.




غضب فاطمة من غضب اللّه


من هنا كان اهتمام النبي بفاطمة، وعنايته بها، لا لكونها ابنته – والرسول أجل من أن يهتم بأحدٍ لمجرد النسب – بل لأنّها كانت إنسانةً تعرف اللّه حق معرفته، وكانت تتجلّى فيها صفات الرسول الأكرم، ولأنّ اللّه سبحانه أشار إلى أنّ فاطمة الطاهرة المطهرة، ستكون أمّاً لأحد عشر إماماً معصوماً، وقد بين الرسول مرّاتٍ هذه المزايا ونوّه بها، قال يوماً أمام جمع من كبار المسلمين، وكما ورد في صحيح البخاريّ: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني». وخاطبها مرّةً قائلاً: «يا فاطمة، إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».




ما بعد الأب


شارفت الأيام السعيدة على نهايتها، إذ مرض رسول اللّه مرضاً شديداً، وما لبث أن أطبق عينيه الكريمتين وانتقل إلى جوار ربّه، وبدأت رحلة فاطمة مع المصاعب والآلام، لأنّ كل شيءٍ تغير، ومرة واحدة، بعد رحيل النبي الأكرم.


فقد عين جماعة من الصحابة أبابكر خليفة، وبايعه أكثر الناس إثر ذلك، أمّا علي عليه السلام، فكان يرى بعد ارتحال الرسول، أنّ الإسلام بحاجةٍ ماسةٍ لوحدة المسلمين ورص الصّفوف، لذا فقد اختار الصّمت، ولم يطالب بحقّه في الخلافة، حرصاً على هذه الوحدة، والتي ما يزال الإسلام بحاجةٍ إليها، وسيبقى إلى يوم الدّين.


لكنّ فاطمة عليها السلام. كانت ترى من واجبها أن تنبّه الناس إلى الخطأ الذي وقع، فقصدت مسجد أبيها الرسول، حيث كان الأنصار مجتمعين إلى الخليفة، وهناك أوضحت أمام الملإ حق الإمام عليّ (ع). وحذّرت الناس من سوء العاقبة إذا حلّت الفرقة بينهم محلّ الوحدة، التي كانت أيام رسول اللّه. فالمستقبل ينذر بشر كبير، إن اختار الناس السكوت عن الحق. كما أوضحت أنّ مزرعة «فدك» تخصّ آل الرسول، وليست ملكاً لعامة المسلمين، كما قيل، وابنة الرسول الكريم وبضعته أجلّ وأنزه من أن تستولي على ما ليس من حقّها. إنّه للعجب العجاب، أن تتّهم بنت رسول اللّه بهذه التهمة الظالمة أليست ممن طهّرهم اللّه وأذهب عنهم الرجس؟ أليست ممّن {. . . يطعمون الطّعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً} (الدهر – 8).


{فبايّ حديثٍ بعده يؤمنون}؟ (الأعراف – 185).




فاطمة (عليها السلام) على فراش المرض


بعد هذه المتاعب الشديدة، ارتمت فاطمة في أحضان المرض. واختارت طريق الصمت والاعتزال، فجاء بعض نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها، ولمّا سألنها عن حالها أجابت بعد أن حمدت اللّه وصلّت على أبيها: «أصبحت واللّه عائفةً لدنياكنّ، قاليةً لرجالكن . . . وبئس ما قدّمت لهم أنفسهم . . . وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا منه واللّه نكير سيفه . . وتنمّره في ذات اللّه عزّ وجل . . . {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} {أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أم من لا يهدّي إلاّ أن يهدى، فما لكم، كيف تحكمون} ؟ (يونس – 35)


لمّا سمع الرجال قولها، جاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين، وقالوا: يا سيدة النساء،


لو كان أبوالحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ونحكم العقد لما عدلنا إلى غيره فقالت: «إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم».




الرسالة الأخيرة


لما اشتدت وطأة المرض على الزهراء قالت لزوجها. «يا ابن عم، إنّه قد نعيت إلي نفسي، وإنني لا أرى ما بي إلاّ أنني لاحقه بأبي ساعةً بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي». قال علي: «أوصيني بما أحببت يا بنت رسول اللّه . . . قد عزّ علي مفارقتك وفقدك . . . واللّه لقد جدّدت علي مصيبة رسول اللّه . . . أوصيني بما شئت فإنّك تجدينني وفياً، أمضي كلّ ما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري». قالت: «ادفني في الليل . . . وعفّ موضع قبري، ولا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني».«يا ابن عمّ، إن أنت تزوّجت امرأةً بعدي فاجعل لها يوماً وليلة، واجعل لأولادي يوماً وليلة، يا أبا الحسن، ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين، فإنّهما بالأمس فقدا جدّهما، واليوم يفقدان أمّهما، فالويل لأمّةٍ تقتلهما وتبغضهما».


ثمّ قامت عليها السلام، فاغتسلت وتمدّدت في فراشها، وأسلمت الروح مستبشرةً بلقاء أبيها وحبيبها رسول اللّه.


وفقد الإمام بفقدها زوجةً صالحةً، وأمّاً حنوناً طاهرة، وشريكة حياةٍ، في ريعان الشباب ونضارة الحياة.


كانت هذه هي الرسالة الأخيرة للزهراء عليها السلام، وكانت بحقّ درساً بليغاً، وعبرةً للمعتبرين. فقد اختارت أن تشيع وتدفن ليلاً في قبر مجهول، كي لا يشترك في جنازتها من تلوّث بالانحراف. واختارت بعملها هذا أن تسجّل اسمها في سجل المظلومين، ليكون رمزاً للظلم والحرمان على مدى الأزمان.


علم أهل المدينة بموت بنت الرسول، فعمّ الحزن الناس، وتقاطروا إلى بيتها للصلاة عليها وتشييعها، وكم كانت صدمةً مؤلمةً لهم حين علموا أنّ دفنها قد تمّ ليلاً، بعد أن صلّى عليها عليّ ونفر من أصحابه.




وكانت هذه قصّة فاطمة (عليها السلام

10 mars 2010 at 4 h 20 min

اســـــرار و عجـائب الدعـــاء للإمام المهدي

اســـــرار و عجـائب الدعـــاء للإمام المهدي

عن الامام الصادق عليه السلام » ان من يدعو لقائمنا فانه يدعو له و طوبى لمن دعا له امام زمانه


اللهم صلى على محمد وآل محمد
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً
برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم ارنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة يا رب العالمين

عجل الله فرجه الشريف

الدعاء للقائم عجل الله فرجه الشريف له آثـــاراً عظــيمة و بركات عميمة يعجز اللسان عن وصفها و البــيان عن حصرها لأنه تعامل مع أكرم الموجودات ولي الله الأعظم صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف و قد أورد  العلامة الميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني في كتابه  ( مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم) الباب  الخامس صفحة 280 بعض تلك الأسرار المستفادة من أحـــــــاديث و روايات أهل البيت عليهم السلام و هي على النحو التالي :

1- يوجب الفرج للداعي.

2- يوجب ازدياد النعم .

3- إظهار المحبة الباطنية .

3- أنه علامة الانتظار .

4- احياء أمر الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين .

5- سبب فزع الشيطان اللعين .

6- النجاة من فتن آخر الزمان ومهالكه .

7- أنه أداء لبعض حقوقه في الجملة وأداء حق ذي الحق [ من ] أوجب الأمور

8- أنه تعظيم لله ولدين الله .

9- دعاء صاحب الزمان ( عليه السلام ) في حقه .

10- شفاعته له في يوم القيامة .

11- شفاعة النبي ( صلى الله عليه وآله ) له إن شاء الله تعالى .

12- أنه امتثال لأمر الله تعالى وابتغاء من فضل الله تعالى.

13- يوجب إجابة الدعاء .

14- أنه أداء أجر الرسالة.

15- يوجب دفع البلاء .

16- يوجب سعة الرزق إن شاء الله .

17- غفران الذنوب .

18- التشرف بلقائه في اليقظة أو المنام .

19- الرجعة إلى الدنيا في زمان ظهوره (عليه السلام) .

20- يصير من إخوان النبي (صلى الله عليه وآله) .

21- استباق وقوع الفرج لمولانا صاحب الزمان .

22- أسوة بالنبي والأئمة الأطهار (عليهم السلام) .

23- أنه وفاء بعهد الله وميثاقه .

24- ما يترتب على بر الوالدين من الفوائد والمكارم .

25- درك فضل رعاية الأمانة .

26- زيادة إشراق نور الإمام في القلب .

27-  طول العمر إن شاء الله تعالى .

28- التعاون على البر والتقوى .

29- الفوز بنصر الله والغلبة على الأعداء بعون الله تعالى .

30- الاهتداء بنور القرآن المجيد .

31- صيرورته معروفا عند أصحاب الأعراف .

32- الفوز بثواب طلب العلم إن شاء الله تعالى .

33- الأمن من المخاوف والعقوبات الأخروية إن شاء الله تعالى .

34- البشارة والرفق عند الموت .

35- إجابة دعوة الله ودعوة رسوله ( عليه السلام ) .

36-  كونه مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في درجته .

37-  يصير أحب الخلق إلى الله تعالى .

38- يصير أعز الخلق وأكرمهم عند رسول الله ( عليه السلام ) .

39- أنه يصير من أهل الجنة إن شاء الله تعالى .

40- يشمله دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ).

41- غفران الذنوب وتبدل السيئات بحسنات .

42-  يؤيده الله تعالى في العبادة .

43-  يدفع به العقوبة عن أهل الأرض إن شاء الله تعالى .

44-  فيه ثواب إعانة المظلوم .

45- فيه ثواب إجلال الكبير والتواضع له .

46- فيه ثواب طلب ثأر مولانا المظلوم الشهيد أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) .

47- تحمل أحاديث الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) .

48- إضاءة نوره لغيره في مشهد القيامة .

49- شفاعته لسبعين ألفا من المذنبين .

50- دعاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حقه يوم القيامة .

51-  دخول الجنة بغير حساب .

52- السلامة من عطش بوم القيامة .

53- الخلود في الجنة .

54-  يوجب خمش وجه إبليس وقرح قلبه .

55- يتحف يوم القيامة بتحفة مخصوصة.

56-  أن الله عز وجل يخدمه من خدم الجنة .

57-  يكون في ظل الله الممدود وتنزل عليه الرحمة مادام مشتغلا بذلك الدعاء .

58- فيه ثواب نصيحة المؤمن .

59- أن المجلس الذي يدعى فيه للقائم عجل الله تعالى فرجه يكون محضرا للملائكة المكرمين

60- أن الداعي لهذا الأمر الجليل ممن يباهي به الإله الجليل .

61-  تستغفر له الملائكة .

62- يكون من خيار الناس بعد الأئمة الطاهرين .

63-  أنه إطاعة لأولي الأمر الذين فرض الله تعالى طاعتهم .

64- يوجب سرور الله عز وجل .

65- يوجب سرور رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

66-  أنه أحب الأعمال إلى الله تعالى شأنه .

67- أن الداعي بهذا الأمر الشريف يكون ممن يحكمهم الله تعالى في الجنان إن شاء الله تعالى

68- أنه يحاسب حسابا يسيرا .

69- الأنيس الشفيق له في البرزخ والقيامة .

70- أنه أفضل الأعمال .

71-  يوجب زوال الغم .

72- أنه أفضل من الدعاء في حق الإمام زمان ظهوره .

73- دعاء الملائكة في حقه .

74- يشمله دعاء سيد الساجدين عليه الصلاة والسلام وهو يشتمل على فنون من الفوائد وصنوف من العوائد .

75- أنه تمسك بالثقلين .

76- أنه اعتصام بحبل الله تعالى .

77- يوجب كمال الإيمان .

78- درك مثل ثواب جميع العباد .

79- أنه تعظيم شعائر الله عز وجل.

80- فيه ثواب من استشهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

81-  ثواب من استشهد تحت راية القائم ( عليه السلام ) .

82- فيه ثواب الإحسان إلى مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) .

83- فيه ثواب إكرام العالم .

84-  ثواب إكرام الكريم .

85- الحشر في زمرة الأئمة الطاهرين .

86-  ارتفاع الدرجات في روضات الجنات .

87-  الأمن من سوء الحساب في يوم الحساب .

88-  الفوز بأفضل درجات الشهداء يوم القيامة .

89- الفوز بالشفاعة الفاطمية

10 mars 2010 at 2 h 50 min


Archives

Archives

mars 2010
L M M J V S D
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
293031  

Blog Stats

  • 175 655 hits

Entrer votre adresse e-mail pour vous inscrire a ce blog et recevoir les notifications des nouveaux articles par e-mail.

Rejoignez les 31 autres abonnés

Principaux clics

  • Aucun